المملكة العربية السعودية ترسم مستقبل الرياضات الإلكترونية في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025

الرياض: بينما تتجه الأنظار العالمية إلى الرياض لانعقاد مؤتمر الرياضة العالمية الجديد 2025، أجرى الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، مقابلة حصرية مع "عرب نيوز" تحدث فيها عن الكيفية التي تشكل بها المملكة بسرعة مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضات التقليدية.
يعقد المؤتمر على هامش أكبر بطولة للرياضات الإلكترونية في العالم، كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ومؤتمر الرياضة العالمية الجديد 2025 - الذي تعد "عرب نيوز" شريكًا إعلاميًا رسميًا له - هو أكثر من مجرد تجمع رفيع المستوى؛ إنه نقطة تحول استراتيجية لصناعة تشهد تحولًا غير مسبوق.
يقام الحدث تحت شعار "اللعبة القادمة - بناء مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة".
الذكاء الاصطناعي ورفاهية الرياضيين والتعليم: الركائز الثلاث للتطور
وفقًا للأمير فيصل، فإن تطور مشهد الرياضات الإلكترونية العالمي مدفوع بثلاث قوى تحويلية: دمج الذكاء الاصطناعي، واحتراف لاعبي الرياضات الإلكترونية، ودمج الألعاب بالتعليم.
وقال: "لقد رأينا ذلك في الرياضات التقليدية، ونراه الآن في الرياضات الإلكترونية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات بسرعة كبيرة بدلًا من أن يقضي الفريق الكثير من الوقت في تحليلها". وأضاف: "يمكنهم (الآن) قضاء المزيد من الوقت في العمل مع الفريق والتعديل، والقيام بأشياء مختلفة".
وبنفس القدر من الأهمية، هناك تركيز متزايد على الرعاية الشاملة للاعبين. يحظى لاعبو الرياضات الإلكترونية اليوم بدعم متزايد مثل نظرائهم في الرياضات التقليدية - مع الاهتمام بالصحة البدنية والعقلية والاستدامة المهنية.
وأضاف أن البنية التحتية للدعم مرئية بالفعل في كأس العالم للرياضات الإلكترونية: "نرى أخصائيي العلاج الطبيعي وعلماء النفس وموظفي الدعم مبنيين حول الفرق - ليس فقط من أجل الأداء، ولكن من أجل طول العمر".
وقال الأمير فيصل إن فرق ودوريات الرياضات الإلكترونية تركز على بناء الرياضيين، وليس مجرد اللاعبين.
كما أصبح التعليم حجر الزاوية أيضًا. تطلق المملكة العربية السعودية برامج للرياضات الإلكترونية في جميع أنحاء المدارس والجامعات، بما في ذلك مبادرات مثل DigiPen في جامعة الملك سعود وبرامج فنون الألعاب في جامعة الأميرة نورة.
وقال الأمير فيصل: "ترى أن ألعابًا مثل Fortnite تُستخدم كأداة لتطوير الألعاب والتعليم، حيث يبسطون فكرة البرمجة من خلال لعب اللعبة والبناء داخلها". وتابع: "Minecraft مثال آخر على ذلك".
عاصمة عالمية صاعدة للألعاب والرياضات الإلكترونية
مع أكثر من 2.6 مليون زائر العام الماضي ومجموع جوائز قدره 70 مليون دولار، يعد كأس العالم للرياضات الإلكترونية إنجازًا تاريخيًا لاستراتيجية المملكة العربية السعودية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية. لكن الأمير فيصل قال إن فعاليات مثل مؤتمر الرياضة العالمية الجديد 2025 هي جزء من رؤية أكبر: وضع الرياض كمركز عالمي متميز لصناعات الألعاب والرياضة.
وقال إن العاصمة السعودية تستضيف أكبر بطولة للرياضات الإلكترونية في العالم بينما تستقطب أيضًا كبار المديرين التنفيذيين من مجال الألعاب، بالإضافة إلى أساطير الرياضة العالمية مثل كريستيانو رونالدو وجياني إنفانتينو.
وقال الأمير فيصل إن موقع المملكة العربية السعودية بين الشرق والغرب هو أكثر من مجرد موقع جغرافي - إنه رمزي، مضيفًا أن المملكة أصبحت نقطة التقاء تتلاقى فيها الأفكار والثقافات والصناعات.
وقال: "أعتقد أن 70 في المائة من العالم يقع على بعد ثماني ساعات طيران من المملكة العربية السعودية - (نحن) نستخدم هذا الموقع ليس فقط جغرافيًا، ولكن أيضًا سياسيًا، لنقول إننا منطقة مركزية حيث يمكن للجميع القدوم".
هذا التقارب مرئي بشكل خاص في مؤتمر الرياضة العالمية الجديد، حيث يتم طمس الحدود بين الألعاب والرياضات التقليدية والترفيه عمدًا.
وقال الأمير فيصل إن ممثلين مثل ديفيد هاربور ورياضيين مثل نيك كيرغيوس هم جزء من هذا العالم الآن. سترى أيضًا المؤثرين ونجوم السينما ولاعبي الرياضات الإلكترونية في نفس الغرفة - لأنه في جوهر الأمر، هذه كلها أشكال من التواصل البشري والشغف.
من منصة الإطلاق إلى الإرث: دفع الابتكار عبر القطاعات
بالإضافة إلى المشهد، يضع مؤتمر الرياضة العالمية الجديد وكأس العالم للرياضات الإلكترونية الأساس للتعاون طويل الأجل. يرى الأمير فيصل أن الفعاليات هي منصات إطلاق للاستثمار والشراكات بين القطاعات والتنمية الشعبية.
وقال: "هناك الكثير من المقدمات التي تم تقديمها العام الماضي في مؤتمر الرياضة العالمية الجديد والتي تؤتي ثمارها هذا العام". وأضاف: "لذلك، سترى بعض مذكرات التفاهم الموقعة، وبعض الإعلانات التي تم الإعلان عنها، سواء كانت صناديق أو سواء كانت استثمارات مختلفة أو أشياء مختلفة تحدث ليس فقط في المملكة العربية السعودية، ولكن أيضًا على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن أيضًا على الصعيد الدولي".
هناك تركيز كبير على الشباب السعودي. ستؤدي الشراكات الجديدة مع وزارة التعليم إلى توسيع دوريات الرياضات الإلكترونية والمناهج الدراسية على مستوى البلاد. تهدف الأكاديمية الرياضية السعودية وبرامج الجامعات إلى إنشاء خط أنابيب للمواهب ليس فقط للاعبي الرياضات الإلكترونية، ولكن أيضًا لمطوري الألعاب والمحللين والمسوقين ورجال الأعمال.
وقال الأمير فيصل إن الطموح إلى إنشاء صناعة مستدامة يقع في صميم عمل الاتحاد.
تشكيل السرد، وإلهام جيل
ربما يكون الجانب الأكثر قوة في هذا الأفق الجديد للرياضات الإلكترونية هو صداه الثقافي. شارك الأمير فيصل قصة طفل معجزة في الشطرنج يبلغ من العمر 11 عامًا التقى بماغنوس كارلسن في كأس العالم للرياضات الإلكترونية - وهي لحظة وصفها بأنها رمز لطموح المملكة العربية السعودية.
وقال: "عندما تتحدث عن الجيل القادم، هذا صبي صغير يعرف الحركات. كان يجادل مع اللاعبين، قائلاً: "لقد بدأت بهذا"، و "كان يجب أن تفعل هذا في كثير من الأحيان"، و "أنت تستخدم هذا طوال حياتك المهنية"، وكان من الممتع جدًا رؤيته".
وقال الأمير فيصل إن هذا الصبي الصغير ابتعد وهو يشعر بالإلهام والتصميم على شق طريقه الخاص في عالم الشطرنج، مضيفًا أن الاتحاد يأمل في بناء هذا النوع من الإلهام عبر الألعاب والشطرنج والرياضات الإلكترونية - أيًا كان المجال.
بحلول عام 2030، تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تكون في طليعة اهتمامات أي شخص يسعى وراء مهنة في مجال الألعاب أو الرياضات الإلكترونية - على قدم المساواة مع عواصم التكنولوجيا أو الرياضة التقليدية في العالم.
وقال الأمير فيصل إنه يريد أن يأتي الناس إلى المملكة ليس فقط من أجل النفط أو التمويل، ولكن لأن هذا هو المكان الذي تعيش فيه الرياضات الإلكترونية. والأكثر من ذلك، أنه يريد مساعدة لاعبي الرياضات الإلكترونية في الوصول إلى نفس المكانة الأيقونية التي يتمتع بها أساطير الرياضة التقليدية.
وأضاف: "إذا تمكنا من المساعدة في وضع رياضي في الرياضات الإلكترونية في وضع مماثل لشخص مثل مايكل جوردان في الدوري الاميركي للمحترفين، حيث تجاوز كرة السلة، ولديه أحذية رياضية أصبحت رمزًا ثقافيًا".
وختم: "عندما يكون لدينا رياضي في الرياضات الإلكترونية لديه شيء خارج نطاق الرياضات الإلكترونية يتجاوز الرياضات الإلكترونية (كما فعل جوردان في كرة السلة)، فهذا هو المكان الذي ستصل فيه الرياضات الإلكترونية بالنسبة لي إلى نفس مستوى الرياضات التقليدية".
نتطلع إلى المستقبل
من البناء السريع للبنية التحتية إلى الاستثمارات التي تركز على الإنسان، فإن رؤية المملكة العربية السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية جريئة وشاملة وتطلعية. مع مؤتمر الرياضة العالمية الجديد 2025 وكأس العالم للرياضات الإلكترونية كمنصات رئيسية لها، فإن المملكة لا تشارك فقط في ازدهار الرياضات الإلكترونية العالمي - بل إنها تساعد في تحديد ما سيأتي بعد ذلك.
وقال الأمير فيصل: "إن وجود كل هؤلاء الأشخاص كجزء مما نقوم به في مؤتمر الرياضة العالمية الجديد وكأس العالم للرياضات الإلكترونية هو عرض يوضح أن كل هذه الأنشطة المختلفة تعود في صميمها إلى الناس". وأضاف: "هذا ما يطمس الحدود بين الرياضات التقليدية والرياضات الإلكترونية والترفيه".